التدقيق الداخلي ونظرية المؤامرة

كتبت مؤخرا تدوينه باللغة الإنجليزية بعنوان " المدققون الداخليون يحصلون على علامتي رسوب" استعرضت فيها نتائج استبيانين قامت بأجراء الاول شركة برايس وترهاوس كوبرز بينما الاخر تم من قبل شركة بروتفتي. تناول الاستبيان الأول حال مهنة التدقيق الداخلي ورسم صورة قاتمة عن تراجع ثقة أصحاب المصلحة في قدرة التدقيق الداخلي على فهم متطلباتهم او إضافة منفعة حقيقية لشركاتهم. اما الاستبيان الثاني فتناول قدرات واحتياجات التدقيق الداخلي وخلص الى ان قلة من إدارات التدقيق الداخلي تستعين ببرامج تحليل البيانات او تتبع التدقيق المستمر!

لست هنا بصدد إعادة البحث في نتائج الاستبيانين وعلى من يرغب بالمزيد من التفاصيل الرجوع الى تدوينتي او الى التقارير التي صدرت عن الشركتين. ما اريد بحثه هنا هو رد فعل بعض المدققين على النتائج. كما هو متوقع فان الانكار كان الصفة الغالبة على ردود الفعل، بل وقام البعض بمهاجمة شركة برايس وترهاوس كوبرز واتهمها بعدم الحيادية وان النتائج التي توصلت اليها انما تهدف الى تشويه صورة التدقيق الداخلي لهدف تسويقي بحت. وقد كان من المستغرب أيضا ان يرد معهد المدققين الداخليين على التغطية الإعلامية لهذه النتائج عبر تدوينة لمديره التنفيذي بالإيحاء بانها اخبار كاذبة! لست هنا بصدد الدفاع عن   الشركة لان هذا ليس من شأني ولان الشركة أقدر مني على الرد على الاتهامات الموجهة اليها، علما بانه لا تربطني باي من الشركتين اية علاقة لا من قريب او بعيد. لكن وبغض النظر عن الأسلوب الذي اعتمدته الشركة في اجراء الاستبيان او في وجود نوايا تسويقية لها، فقد كان من الاجدر لو وجه التدقيق الداخلي هذه الطاقة المتدفقة في التوقف للحظة واغتنام الفرصة لأجراء تقييم ذاتي لأدائه في ضوء هذه النتائج بدلا من الانغماس في نظرية المؤامرة!

من الملفت للنظر ان نتائج استبيان شركة بروتفتي لم تواجه بسيل من النقد كسابقتها  ربما لان هناك اتفاق على واقعية النتائج التي توصلت اليها او لعدم أهميتها للمدققين الداخليين، او ربما لأنها  صدرت عن شركة خدمات  تدقيق داخلي اما الشركة الأخرى فهي شركة تدقيق حسابات خارجية! علما بان الافتراض الاخير نظرية مؤامرة من عندي!!